الرئيسية
لاشك أن نقاط التحول في هذا العالم واضحة للجميع ولعل أهمها في تاريخنا المعاصر احداث الحادي عشر من ايلول ومن ثم الثورات العربية أو على ماجرى تداوله في الفترة الاخيرة ثورات الربيع العربي . ولا أريد التطرق إلى اسباب ونتائج الثورات العربية ولكني أريد ان أتشارك معكم الرأي في أهمية هذه الثورات مالم يتبعها أو يلازمها ثورات فكرية على صعيد تغيير منهجية التفكير لدى المواطن العربي.
من الامور القطعية بأن سنوات الجفاف الفكري والسياسي إذا صح التعبير التي عاشها المواطن العربي قد خلقت عقدا" نفسية وامراض لايستهان بها لدى المواطن العربي وعلينا جميعا أن نبحث ونحلل ونسعى للتغيير الفكري الواجب والذي اعتبره حقيقة فرض عين على كل عربي.
وفي البداية دعونا نحدد قدر المستطاع الأثار الفكرية الناتجة عن الحكم الطويل للأنظمة الديكتاتورية العربية والتي جعلتنا نعاني من النقاط التالية :
1- الإفراط الفظيع والمغالات الرهيبة في تبني نظرية المؤامرة
2- التهرب من المسؤولية
3- عدم قبول الرأي الأخر
4- التعصب الطائفي والمذهبي والاقليمي
5- عدم احترام القانون
6- عدم احترام الوقت
7- كثرة الشعارات وندرة العمل
وقبل أن نخوض قليلا" في هذه العناوين قد يقول قائل بأنني أمارس جلد الذات أو أنني استهزىء بشخصية المواطن العربي وهنا اريد القول حاشا وكلا أن استهزىء أو أهين ولكن من الواجب التعرض لأخطائنا المكتسبة من سنين عديدة والاعتراف بالخطأ وتشخيص المرض بشكل حقيقي هو بداية حقيقية للحل والعلاج والتطور ومن يفكر بعمق وبمنطق وبتجرد يرى أن ماقلته هو حقيقة واقعة للأسف ( حسب ما أراه ).
نعود للنقطة الأولى وأنا ارى أن هذه المصيبة التي ابتلينا بها هي مرض مزمن وقاتل لأنه السبب الرئيسي في تعليق الفشل والإخفاق وهي التي تجعل أغلبيتنا يتهرب من المسؤولية بدعوى أنها مؤامرة خارجية وهي حافز ايضا" للاستكانة للأمر الواقع وتغطية اخطائنا وعدم الاعتراف بها وبالتالي عدم وجود حلول جذرية وحقيقية لأزماتنا المتتالية بل أكثر من ذلك هي محاولة لإقناع الذات ( بحلول ) غبية تزيد من الطين بلة وقبل أن يساء فهمي أنا أقر تماما بوجود المؤامرة فهي حقيقة واقعة منذ الازل ولكن المغالاة بها لدرجة الجنون وربطها بكل شيء يحدث على الساحة العربية والدولية هو ضرب من الغباء وهو حقيقة مؤامرة بحد ذاتها على الفكر العربي فأنا لازلت أسمع كل يوم أن الثورات العربية التي حدثت إلى الأن هي نتاج مؤامرة امريكية اسرائيلية لدرجة أنهم يجعلون من الولايات المتحدة الامريكية هي المتحكم والمسيطر والمدبر لكل شيء في هذا العالم وهل يمكن لعاقل في هذه الدنيا أن يصدق بأن النظام الامريكي والاسرائيلي يتآمر على أفضل وأخلص حلفاء له في المنطقة أمثال زين العابدين ومبارك وصالح وحتى القذافي الذي استسلم في السنوات الأخيرة للإرادة الامريكية بشكل كامل ، هل هناك عاقل يصدق ذلك أن يتأمروا عليهم ويدمرون أنظمتهم ليصل المجهول إلى النظام الحاكم في هذه البلدان أعتقد بأنها مغامرة لايمكن أن يفعلها الامريكان وخصوصا بأنهم موقنون بأن التيارات الاسلامية في هذه البلدان هي المرجحة لاستلام الحكم وماأدراك بالتيارات الاسلامية وعلاقتها مع الامريكان فالثقة معدومة بينهم رغم وجود بعض التفاهمات التي ظهرت على السطح مؤخرا" ولكن تبقى مغامرة ويبقى عدم وجود الثقة موجود بشكل كامل ربما يستوقفني قائل باللغة العامية (( خلصت مدتهم )) وأرد بنفس اللغة (( شو الموضوع علبة حليب عليها مدة صلاحية !! )).
واستطرد قائلا" بأن المؤامرة والتخطيط والتنفيذ بدأ بعد أن أنتفضت الشعوب العربية رافضة البقاء خلف التاريخ وهذا شيء طبيعي على دول متقدمة ديمقراطية تفكر في مصالحها دائما" من الطبيعي أن تخطط لبقاء مصالحها ومن الطبيعي أيضا" أن يتآمر عليك عدوك بعدما يرى بيتك الداخلي قد أهتز و زلزل ولكن من الغير طبيعي على بعض الانظمة أن تعطيه الفرصه وتنفذ رغباته من حيث تدري أو لاتدري ويحضرني هنا مقولة شهيرة لأحد المشاهير حيث قال : إذا رأيت عدوك يخطأ فلا تقاطعه.
يتبع ..........................................بقلم الفهد السوري
» للبيع: 2011 LEXUS LX570 - $17,000 USD
» للبيع: 2011 LEXUS LX570 - $17,000 USD
» “الحرب الأهلية في سوريا تواجه طريقا مسدودا”
» الرومانسية المفقودة...
» ما الذي يدفع الزوج للهروب إلى أخرى؟!
» ايران تقول صواريخ حلف شمال الاطلسي تضر بامن تركيا
» الأسد قلق ولا ينام في بيته.. ونظامه هرب إلى الساحل
» تجمع أنصار الإسلام يتوعد بهجمات قريبا في دمشق