بعد نحو شهرين على انشاء بعثة المراقبين الدوليين الى سوريا اعلن مسؤول كبير في الامم المتحدة الثلاثاء ان هذا البلد بات "في حرب اهلية" مع فقدان حكومته السيطرة على "اجزاء واسعة من اراضيها"، بينما تواصلت اعمال العنف على وتيرتها وحصدت 64 قتيلا على الاقل بينهم 47 مدنيا.
واعتبر قائد الحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الاربعاء ان التدخل العسكري الاجنبي في سوريا "ليس الطريق الصحيح"، بعد ساعات على تصريحات لقائد عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة قال فيها ان البلاد دخلت في حرب اهلية.
وصرح راسموسن "لا يوجد اي خطط حاليا" للقيام بعملية للحلف الاطلسي في سوريا، واصفا فشل مجلس الامن الدولي في التوصل الى اتفاق بشأن وسائل زيادة الضغط على دمشق بانه "خطأ جسيم".
وردا على سؤال حول ما اذا كان يظن ان سوريا دخلت مرحلة الحرب الاهلية، قال مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة هيرفيه لادسو "نعم اظن انه يمكننا قول ذلك. من الواضح ان ما يجري هو ان حكومة سوريا فقدت السيطرة على انحاء واسعة من اراضيها، على مدن عدة، لصالح المعارضة وهي تحاول استعادة السيطرة عليها".
واضاف لادسو لمجموعة صغيرة من الصحافيين في نيويورك "هناك ارتفاع هائل في وتيرة العنف ما يشير الى تغير في طبيعة" النزاع، مضيفا "بات لدينا الان تأكيد على ان هناك استخداما ليس للدبابات والمدفعية فحسب، بل ايضا للمروحيات الحربية".
وتابع "اصبح هناك نزاع على مستوى كبير لان المعارضة تقاوم" قوات نظام الرئيس بشار الاسد.
وفي الاطار نفسه اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الثلاثاء ان تمديد مهمة بعثة المراقبين في سوريا بعد تموز/يوليو سيكون صعبا اذا لم يحصل تقدم في تطبيق خطة المبعوث الدولي كوفي انان لاحلال السلام في هذا البلد.
وقالت الوزيرة الاميركية خلال اجتماع في واشنطن "اذا لم يحصل تحرك ملحوظ بحلول ذلك التاريخ فسيكون صعبا جدا تمديد مهمة خطرها متزايد على المراقبين على الارض".
وتعرضت ثلاث سيارات تقل مراقبين دوليين الثلاثاء الى اطلاق نار بعد ان اجبرت على مغادرة منطقة الحفة في محافظة اللاذقية الساحلية، بحسب ما افادت المتحدثة باسم البعثة سوسن غوشة.
وقالت غوشة في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه انه "تم اطلاق النار على ثلاث سيارات تقل المراقبين فيما كانوا يغادرون منطقة الحفة (غرب) باتجاه ادلب (شمال غرب)"، مشيرة الى ان "مصدر اطلاق النار لا يزال غير واضح".
واوضحت المتحدثة ان المراقبين كانوا يعودون ادراجهم بعد ان اجبروا على مغادرة المنطقة حيث تصدت لهم "حشود غاضبة" لدى محاولتهم الوصول الى الحفة و"احاطت بسياراتهم ومنعتهم من التقدم".
ومنع عدد من سكان قرية الشير في ريف اللاذقية من الموالين للنظام السوري الثلاثاء وفدا من المراقبين الدوليين من بلوغ مدينة الحفة المجاورة، وفق المرصد.
وقدم مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة تفاصيل حول اطلاق النار الذي تعرض له المراقبون الدوليون الثلاثاء على مقربة من مدينة الحفة في منطقة اللاذقية.
واوضح ان احد المراقبين كاد ان يصاب بالرصاص. وقال "خيل الينا انه اصيب، الا انه تبين ان الرصاصة لم تخترق جسده بل حذاءه فقط".
واضاف "لقد اصيبت سيارتهم بعدد كبير من الرصاصات ما يجعل من المؤكد ان اطلاق النار عليهم كان متعمدا".
من جهته صرح مسؤول اممي آخر طلب عدم الكشف عن اسمه ان الحشد الذي احاط بموكب المراقبين على مقربة من الحفة كان يحمل اعلام وشعارت النظام وان سيارة المراقبين اصيبت بما لا يقل عن عشرين رصاصة.
واضاف لادسو ان المراقبين يواجهون "مخاطر جدية تتعلق بسلامتهم" لان الحوادث المشابهة لما حدث الثلاثاء باتت تتكرر بشكل منتظم.
وتابع ان مهمة المراقبين "هي مهمة حفظ سلام في حين انه لا يوجد سلام لحفظه، وهذا يختصر بالفعل الوضع".
ووصف لادسو مهمة المراقبين بانها "مهمة مراقبة غير قادرة على مراقبة وقف لاطلاق النار، لانه لا يوجد وقف لاطلاق النار. هذا افضل وصف نستطيع ان نقدمه. ونحن نراقب الوضع بانتباه شديد".
ومع ان وقف اطلاق النار دخل حيز التنفيذ نظريا في الثاني عشر من نيسان/ابريل فان الالتزام به كان ضعيفا للغاية منذ البداية.
ومع اقتراب موعد نهاية مهمة بعثة المراقبين في العشرين من تموز/يوليو فان مجلس الامن سيبحث في "خيارات عدة" لمستقبل هذه البعثة، بحسب ما قال لادسو.
من جهته ذكر التلفزيون السوري الرسمي من جهته في شريط اخباري ان "اهالي ريف اللاذقية حاولوا شرح معاناتهم من المجموعات الارهابية المسلحة لوفد من بعثة المراقبين اثناء مروره في قراهم، لكنه لم يستمع اليهم، بل قامت احدى سياراته بدهس ثلاثة مواطنين، اثنان منهم في حالة خطرة".
واتهمت سوريا الثلاثاء الولايات المتحدة ب"دعم المجموعات الارهابية المسلحة" والتغطية على جرائمها، في حين تواصل القوات النظامية السورية لليوم الثامن على التوالي قصفها لمدينة الحفة المحاصرة في محافظة اللاذقية غرب البلاد.
واعتبرت الخارجية السورية ان التصريحات الاميركية "تقلب الحقائق وتزور ما يجري على الارض وتشجع المجموعات الارهابية المسلحة على ارتكاب مزيد من المجازر والعنف والارهاب ليس في الحفة فحسب بل في جميع ارجاء سوريا".
واشارت الخارجية الى ان الإدارة الأميركية "تابعت تدخلها السافر في الشؤون الداخلية لسوريا ودعمها المعلن للمجموعات الإرهابية المسلحة والتغطية على جرائمها وتشويه الحقائق حول سوريا".
وتواصلت اعمال العنف الثلاثاء حاصدة 64 قتيلا بينهم 47 مدنيا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ولليوم الثامن على التوالي واصلت قوات النظام قصف منطقة الحفة في محافظة اللاذقية، بحسب ما اكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس.
وقال عبد الرحمن ان "قوات النظام تستخدم في قصفها قذائف الهاون والمدفعية وراجمات الصواريخ"، مشيرا الى ان "مئات المقاتلين المعارضين يتحصنون في الحفة وجبل الاكراد المجاور"، مضيفا ان "النظام فقد السيطرة على مناطق عديدة من دون ان يعني ذلك ان المقاتلين المعارضين سيطروا عليها".
في الوقت نفسه، تواصل القصف على مدينة حمص ومدن اخرى في المحافظة (وسط)، وتركز القصف بحسب المرصد السوري على حي الخالدية الذي تعرض منذ الصباح لسقوط قذائف واطلاق نار مصدره "القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام الحي منذ ايام".
وقال الناشط ابو بلال من حمص في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس ان الوضع في المدينة "مروع وكارثي"، مضيفا ان هناك نحو "400 مدني بينهم نساء واطفال محتجزون في مدرسة في حي جورة الشياح".
واضاف "نخشى حصول مجزرة كبيرة، اذ انه القصف الاعنف الذي نشهده"، مشيرا الى ان "حوالى خمسين جريحا في حمص القديمة يحتاجون الى عمليات جراحية".
وبحسب المرصد بلغت حصيلة القتلى المدنيين في سوريا الثلاثاء 47 قتيلا بينهم نساء واطفال، ولا سيما "امرأة واطفالها الخمسة وقد قضوا ذبحا بعد اختطافهم".
ويضاف الى هؤلاء 4 اشخاص توفوا الثلاثاء متأثرين بجروح اصيبوا بها سابقا، بينما قتل 17 عسكريا نظاميا في اشتباكات مع المعارضة المسلحة.
وكانت حصيلة القتلى الاكبر في حلب (شمال) حيث قتل 19 مدنيا بينهم 13 في قصف على بلدات في ريف حلب، تليها دير الزور (شرق) التي قتل فيها 15 بينهم 13 في قصف بقذائف الهاون، ومن ثم حمص التي سقط فيها 10 قتلى مدنيين في قصف ومداهمات، بحسب المرصد.
كما "عثر في قرية قسطل مختار التابعة لمدينة عفرين على جثة سيدة واطفالها الخمسة وقد قضوا ذبحا بعد اختطافهم عند منتصف ليل الاثنين الثلاثاء على يد مسلحين محهولين"، بحسب بيان للمرصد.
وفي باريس تظاهر العشرات امام متحف اللوفر الثلاثاء واضعين على الارض دمى ملطخة بالدماء ترمز الى اطفال سوريا لمطالبة روسيا بوقف تزويد نظام الرئيس السوري بشار الاسد بالاسلحة.
وفي هذا الاطار صرحت وزيرة الخارجية الاميركية ان بلادها قلقة من معلومات تشير الى ارسال مروحيات روسية هجومية الى سوريا، متهمة موسكو بالكذب بشأن شحناتها للاسلحة.
وقالت كلينتون امام مجموعة ابحاث في واشنطن "اننا قلقون بشأن معلومات اخيرة لدينا تشير الى ارسال مروحيات هجومية من روسيا الى سوريا، من شأنها ان تصعد النزاع بشكل مأساوي".
واضافت خلال مناقشة في معهد بروكينغز "ما من شك ان الاعتداء يتواصل وكذلك استخدام المدفعية الثقيلة. وطلبنا مباشرة من الروس وقف شحنات الاسلحة الى سوريا".
وتابعت الوزيرة الاميركية "قالوا هنا وهناك انه يجب ان لا نقلق، وان كل ما ارسلوه لا علاقة له" بالقمع. مضيفة "من الواضح ان هذا غير صحيح".
السبت نوفمبر 02, 2013 11:18 pm من طرف بنفسجيه
» للبيع: 2011 LEXUS LX570 - $17,000 USD
السبت مايو 11, 2013 4:21 am من طرف محركالسيارة
» للبيع: 2011 LEXUS LX570 - $17,000 USD
السبت مايو 11, 2013 4:14 am من طرف محركالسيارة
» “الحرب الأهلية في سوريا تواجه طريقا مسدودا”
الأحد ديسمبر 23, 2012 12:57 pm من طرف الشامي
» الرومانسية المفقودة...
السبت ديسمبر 22, 2012 8:45 pm من طرف الشامي
» ما الذي يدفع الزوج للهروب إلى أخرى؟!
السبت ديسمبر 22, 2012 8:26 pm من طرف الشامي
» ايران تقول صواريخ حلف شمال الاطلسي تضر بامن تركيا
السبت ديسمبر 22, 2012 8:15 pm من طرف الشامي
» الأسد قلق ولا ينام في بيته.. ونظامه هرب إلى الساحل
الجمعة ديسمبر 21, 2012 10:07 pm من طرف الشامي
» تجمع أنصار الإسلام يتوعد بهجمات قريبا في دمشق
الجمعة ديسمبر 21, 2012 8:29 am من طرف الشامي